69. بناء المسجد:
كان صلى الله عليه وسلم يصلي في مسجد قباء أو
دخوله المدينة بعد أن أسسه وبناه، حتى جاءت فكرة بناء مسجد أوسع وبيت للحبيب ملاصق
للمسجد .. ولكن أين يبنيه والكل يتمنى جواره والقرب منه .. وهو لا يحابي في المحبة
أحداً .. لذلك ألهمه الله تعالى أن يدير أزمة المحبة تلك بتفويض الناقة في الأمر
.. فهي تمشي وهي مأمورة .. وحيث جلستْ يتم بناء مسجدهم المبارك.
وشاءت إرادة الله تعالى أن تجلس الناقة في أرضٍ
لغلامين يتيمين كان فيها قبور قديمة، قام بشرائها منهما بالثمن .. ثم تم نبش القبور
وإزالة بقايا رفات أصحابها التالف.
وبعد ذلك بدأ البناء .. بناء مسجده .. الذي جعله
حرماً كحُرمة مكة .. وجعل الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه.
وبناء بيته الذي سيضمُّ قبره الشريف
ومثواه الأخير لاحقاً.
وكانت حماسة أصحابه في البناء كبيرة،
لاسيما وأنه صلى الله عليه وسلم كان يحمل ويبني معهم .. كانوا يرتجزون وكان ينشد معهم:
اللهم لا عيشَ إلا عيشُ الآخرةْ فاغفرْ للأنصار والمهاجرةْ
لم يكن بناءً لمجرد مسجد يصلي فيه
الناس فحسب؛ بل بناء لجامع يُجمع فيه العلم والعمل، ويكون منطلقاً للدعوة والدولة في
آن .. هكذا أراده الله تعالى فكان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق