عام الحزن:
وشاءت إرادة الله تعالى أن تموت رفيقة دربه صلى
الله عليه وسلم وحبيبة قلبه وأم بناته وقرة عينه وسنده وظهره؛ خديجة رضي الله عنها،
تلك التي بشرها جِبْرِيل عليه السلام ببيت في الجنة لا صخب فيه ولا نصب (لا إزعاج ولا
تعب)، تلك التي هي من سيدات أهل الجنة .. تلك التي أخبرنا عنها أنها من كاملات النساء.
ثم مات في العام نفسه عمه أبو طالب .. ذاك الذي
وقف متحدياً قريش كل قريش في سبيل حمايته وإيوائه .. لقد كان محزناً ومؤلماً لقلبه
أن يموت عمه وهو على طريقة جده عبد المطلب .. وكان يرجو لو أنه أسلم .. لكن صاحب
السوء أبو جهل لم يزل عند رأسه حتى تأكد له أنه مات مشركاً بالله تعالى .. لقد كاد
قلب الحبيب يتفتت من الحزن في هذا العام (العاشر للبعثة) .. حزناً على وفاة الحبيبة
.. وحزناً على التمسك بالكفر لرجل طالما أحب له الهداية .. ولكن الله يهدي من يشاء
الهداية .. بل ويهدي من يشاء سبحانه أن يهديه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق