الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

58 : بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية:

  جاء المهتدون اليثربيون في رحلة مع قومهم من أهل يثرِب في موسم الحج على الطريقة الجاهلية .. وانتهزوا فرصة غفلة قومهم، ثم واعدوا الحبيب سراً عند العقبة للبيعة .. وكان معه صلى الله عليه وسلم عمه العباس وكان يكتم سره .. فبدأت مراسم بيعة العقبة الثانية أو هي بيعة الحرب .. بعد أن استوثق له عمه العباس من القوم، وتأكد من جديتهم في متابعته وحمايته، بل والقدرة على استضافته لاحقاً في المدينة إن لزم الأمر ذلك.

 وكانت شروط البيعة ثقيلة تتناسب والمرحلة المقبلة، إذ أخذ عليهم عهداً وميثاقاً غليظاً على نصرته، والدفاع عنه، ونشر الدعوة، والتبليغ للرسالة، والصدقة والبذل والإنفاق؛ فضلاً عن توحيد الله تعالى، والسلوك الكريم مما كان في البيعة الأولى .. ولهم عند الله تعالى الجنة جزاء كريماً.

حماسة وفهم وانضباط:

  كانت الحماسة تبدو عليهم، والرغبة الجامحة لحمل أعباء تلك البيعة الثقيلة راسخة فيهم .. لاسيما وأن أكثر من واحد منهم حاول تبيين ارتدادات وآثار تلك البيعة الخطيرة عليهم .. وأنهم سيخسرون كل شيء وسيقفون في وجه كل أحد نتيجة هذه البيعة، غير أن ذلك ما زادهم إلا حماسة ورغبة وحرصاً .. فرضي الله عن أهل البيعة وأرضاهم.

 بل إن أحد المبايعين من شدة حماسته طلب أن يسمح لهم صلى الله عليه وسلم بالهجوم على مشركي مكة، فمنع ذلك حرصاً منه على السلم المجتمعي، ورغبة في توفير الدماء وحقنها، ولأن رسالته رسالة رحمة، ولأنه ما أحب استغلال لحظة قوةٍ عنده وغفلةٍ في قومه ليتسبب في إيذائهم .. وإن كانوا قد تسببوا في كل مشقة وعنتٍ له ولأصحابه.

رجع المبايعون إلى خيامهم .. وجاءت قريش في الصباح تسأل وفد يثرِب إن كان أحدهم قد لقيه صلى الله عليه وسلم ؛ فحلف مشركو الوفد لهم أنهم لم يلقوه .. وقد صدقوا، فالذين لقوه وبايعوه هم مسلمو وفد يثرِب وليس المشركون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

السيرة النبوية العطرة خطوة بخطوة في(100) مشهد

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد :        هذا ...